حديث الجمعة الديني: الذبائح بين الحل والحرمة- الحلقة الرابعة والأخيرة
23 سبتمبر، 2016مقارنة بين الذبح الإسلامي والذبح الغربي: يمكن عقد مقارنة بين الطريقة المتبعة حسب الشريعة الإسلامية وبين الطريقة المتبعة لدى الغرب في الذبح والتي تقوم على تدويخ الحيوان قبل ذبحه، وذلك على النحو الآتي:
1- إن طريقة الذبح حسب الشريعة الإسلامية تؤدي إلى إخراج الدماء من الذبيحة فتصبح نظيفة وفي فترة وجيزة، في حين أن الطريقة الغربية تؤدي إلى تدويخ الذبيحة أو إغمائها قبل ذبحها وهذا يؤدي إلى ضعف في نزف الدماء أو يأخذ فترة طويلة في حالة نزفه ، وفي الغالب يؤدي إلى احتقان في الأوردة والشرايين، هذا وقد يؤدي الصعق الكهربائي إلى وفاة الذبيحة أحياناً قبل ذبحها مما يؤدي إلى زيادة البكتيريا في اللحوم.
2- إن الغرب يزعم أن طريقته تجنب الآلام للذبيحة، بينما يزعمون أن الطريقة الإسلامية تؤدي إلى تعذيب الذبيحة، وهذا الزعم مخالف ومغاير للحقيقة وللواقع، فإن إحداث الإصابة بصدمة كهربائية أو بمطرقة معدنية أو بطلقة مسدس فإنها تؤدي إلى جلطة دماغية فيكون ألمها كبيراً بينما لا يشعر الحيوان بالألم حين الذبح على الطريقة الإسلامية لأن تدفق الدم إلى الخارج يؤدي إلى فقدان الإحساس مباشرة من 4-6 ثوان فقط، فلا يشعر بالألم حين ينقطع الدم والأكسوجين عن الدماغ.
3- إن الذبح على الطريقة الإسلامية يحافظ على النخاع (الحبل الشوكي) الذي يقع في مؤخرة الرقبة، ومهمته تمرير الإشارات العصبية من الدماغ إلى القلب وإلى الجسم حيث يساعد على ضخ الدم إلى الخارج، ويرى المتخصصون في علم الأحياء بأن قطع الأوردة الرئيسية بالعنق يؤدي إلى هبوط حاد يحدث في ضغط الدم إلى المخ، فتدخل الذبيحة في غيبوبة فورية، وبالتالي لا يشعر الحيوان بالألم، فكأن الذبيحة أصبحت في حالة من التخدير الطبيعي.
4- إن الاختلاجات واضطراب الأعضاء من الأيدي والأرجل التي تحدث بعد الذبح مباشرة هي عبارة عن انفعالات انعكاسية لها أهمية كبيرة في تخليص الذبيحة مما فيها من الدماء، ولا تدل على وجود آلام لدى الذبيحة لأن الذبيحة تدخل في غيبوبة بعد الذبح مباشرة.
ويمكن القول إن الطريقة الشرعية هي بمثابة تخدير مجازي للذبيحة وعدم شعورها بالألم لأن الحيوان يصاب بإغماء كامل خلال ثوان قليلة ويفقد الحس تماماً ، مع بقاء نشاط وعمل المخ والقلب بصورة طبيعية لاتمام عملية نزف الدم وقذفه خارج الذبيحة.
شهادات وآراء علماء غير مسلمين.
يحسن في نهاية البحث أن أشير إلى بعض شهادات وآراء العلماء والمتخصصين من غير المسلمين بشأن مميزات الذبح على الشريعة الإسلامية وأن الذبيحة لا تشعر بالألم ولا يلحقها تعذيب كما هو حاصل فعلاً في الذبح على الطريقة الغربية، وهذه الشهادات والآراء مترجمة إلى اللغة العربية على النحو الآتي:
1- شهادة الطبيب الجراح اللورد (هوردر) من بريطانيا حول الطريقة الإسلامية في الذبح فيقول: “يفقد الحيوان الوعي بالحال، ومن الصعب التصور أن هناك وسيلة يمكن أن تحقق موتاً أكثر سرعة وبدون ألم كهذه الكريقة، وخلال ثوان من القطع، فإن الحيوان لا يدري نوعاً من الحركة، حيث تحدث حركات تشنجية طبيعية قد تستمر لدقيقة واحدة تتوقف بعدها وذلك نتيجة انقطاع الدم ونقص الاكسجين عن المخ حيث يدخل الحيوان في حالة غيبوبة أثناء الذبح مباشرة وعدم إحساس بالألم، هذا وتساعد هذه الحركة في التخلص من الدم… وان التمحيص الحاسم والدقيق في طريقة الذبح تتركني بيقين وبدون أدنى شك أنها الأقل خطراً وألماً من أي طريقة ذبح أخرى يتم ممارستها حالياً.
2- شهادة الطبيب الجراح (السير لوفات ايفانس) استاذ الفسيولوجيا بجامعة لندن- يقول: رأيي وكعالم فسيولوجي أنه يجب علي الاعتقاد أن هذه الطريقة هي الأكثر إنسانية من أي طريقة تستخدم أو قد تستحدث لهذا الغرض، وسبب اعتقادي فيما يتعلق بهذه الطريقة بأنها عديمة الألم تستند على نقطتين:
أ. الاحساس العام: لو أن هذا الحيوان يشعر بالمعاناة فلا بد أن يرفض بالحال مع لحظة القطع، ولكن من يراقب ويشاهد يدرك تماماً عدم المعاناة بعد لحظة القطع للأوردة ويسترخي الحيوان تماماً، وما هي إلا دقيقة واحدة حتى تهدأ الحركة التشنجية وتتوقف. ونعرف أن عدم الوعي يحدث مع لحظة القطع الأولى.
ب. أما الاعتماد على المبادئ الفسيولوجية فمن الواضح أنه مع قطع الأوردة الرئيسية للعنق وتدفق الدم فإن هبوطاً حاداً يحدث في ضغط الدم إلى المخ ، كما يفقد ضغط الدم في الأوردة الأخرى للمخ تدريجياً فيحدث حالة غيبوبة فورية لدى الحيوان، إن من السخف الاعتقاد بشعور الحيوان بالألم، ومن هنا لا توجد طريقة تعادل هذه الطريقة.
3- مقالة الدكتور (ايريك ستوجارد) مدير الطب البيطري في الدنمارك نشرت في أغلب الصحف الدنماركية يقول فيها: إن الضغط السياسي لمنع الذبح الديني في الدنمارك إنما أسس على جهل فالتجارب أثبتت أن الحيوان يموت بوقت أسرع في الذبح على الطريقة الإسلامية مقارنة بالطريقة المتبعة في الدنمارك وهي استعمال الطلقات على رؤوس الحيوانات ليفقد الحيوان وعيه قبل ذبحه، لكنّ فقد الوعي ثبت أنه يجيء متأخراً بالطرق الحديثة مقارنة بالذبح الحلال الإسلامي لأن الذبح بالطريقة الإسلامية غير مؤلم للحيوان، وهذه الحالة ليست دائماً في الطريقة الدنماركية التقليدية المتبعة، ثم قال: كن على حذر من حملة الافتراءات وتشويه السمعة، ويجب على الانسان أن يأخذ حذره قبل أن يبدأ حملة ضد شيء لا يكون متمكناً منه، وهذه دراسة لحقيقة الموضوع.
4- دراسة الدكتور شولتز من الجامعة البيطرية في المانيا ، جاء فيها أن طريقة الذبح الحلال الإسلامي غير مؤلمة للحيوان إذا تمت بطريقة صحيحة، وان استعمال الطريقة الغربية أقل كفاءة، وأضاف قائلاً إن طريفة الذبح الإسلامي مقبولة تماماً ، وقد ثبت أنه لا علاقة مطلقاً بين حركة الحيوان العنيفة بعد الذبح وبين احساس الحيوان بالألم، وذلك إذا كانت السكين المستخدمة حادة.
الخاتمة والنتيجة
1- تقوم فلسفة الذبح في الشريعة الإسلامية على نهر الدم من الذبيحة وتخليص الدم منها، ونتيجة ذلك فائدتان:
أ. الرفق بالحيوان ، ونظافته من الدم.
ب. المحافظة على الإنسان لأن يأكل لحماً نظيفاً سليماً خالياً من البكتيريا والتعفن.
2- تقوم فلسفة الذبح لدى الغرب على التدويخ والإغماء قبل الذبح ونيجة ذلك سلبيتان:
أ. تعذيب الحيوان وإيلامه.
ب. الإضرار بصحة الإنسان لأن اللحم غير نظيف من الدم وبالتالي تتكون البكتيريا السامة والمتعفنة في اللحم.
وعليه نؤكد على التمسك بالذبح الشرعي الذي شرعه الله تعالى وشرعه رسوله الكريم –صلى الله عليه وسلم- وسار عليه وطبقه الصحابة الأجلاء والتابعين والسلف الصالح والفقهاء من بعده.
وقل رب زدني علماً، والحمد لله على نعمة الإسلام.
“والله يقول الحق وهو يهدي السبيل” سورة الأحزاب-الآية 4.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.