عِكرمة صبري

5- المحور الخامس:
تجنيبُ الرسول –صلى الله عليه وسلم- أهل بيته من الفتن والانحراف ويظهر ذلك من خلال ما يأتي:
أ‌. أخذ الصحابي الجليل الفضل بن عباس –رضي الله عنهما- ينظر إلى الفتاة الخثعمية، فقام –عليه الصلاة والسلام- بليّ عنق الفضل فقال العباس: لم لويت عنق ابن عمك؟ قال: رأيت شاباً وشابة، فلم آمن الشيطان عليهما” أخرجه الترمذي عن الإمام والصحابي الجليل علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه ورضي الله عنه- .جامع الترمذي رقم 885. ووردت رواية أخرى في صحيح مسلم تفيد المضمون نفسه- مختصر صحيح مسلم رقم 707.
ب‌. إسدال نساء النبي –صلى الله عليه وسلم- بحضرته جلابيبهن على وجوههن، وهن محرمات عند محاذاة الرجال لهن، فإذا جاؤوهن كشفن” أخرجه أبو داود- سنن أبي داود رقم 1833. والحديث ضعيف السند ولكن يقوّى بأحاديث نبوية شريفة أخرى.
ت‌. توجيه الرسول –صلى الله عليه وسلم- لنسائه بعدم مخاطبتهن للرجال في الطواف، مع أنهن –رضي الله عنهن- كن يطفن معهم، ويدل على ذلك قوله لأم المؤمنين أم سلمة –رضي الله عنها- ، حين اشتكت إليه أنها شاكية: “طوفي من وراء الناس وأنتِ راكبة” أخرجه البخاري –صحيح البخاري رقم 1619.
ث‌. عدم مشروعية الرّمل في الطواف للنساء، وعدم السرعة في المشي أثناء السعي بين الصفا والمروة، وذلك بقول أم المؤمنين عائشة –رضي الله عنها- يا معشر النساء ليس عليكن ترمل بالبيت، لكُنَّ فينا أسوة” أخرجه البيهقي- السنن الكبرى للبيهقي-ج5 ص: 84. وفي رواية: أليس لكنّ بنا أسوة؟ ليس عليكن ترمل بالبيت ولا بين الصفا والمروة. – أخرجه ابن أبي شيبة- مصنف ابن أبي شيبة رقم 1295.

6- المحور السادس:
تذكير الرسول –صلى الله عليه وسلم- للمسلمين كافة بوجوب المحافظة على حرمة الدماء والأموال والأعراض فلا يجوز شرعاً الاعتداء على أرواح الناس كما لا يجوز شرعاً الإعتداء على أموالهم وممتلكاتهم ولا يجوز شرعاً ارتكاب الزنا وهتك الأعراض ، وذلك في خطبه المتعددة في أكثر من موقع أثناء تأديته لحجة الوداع: في يوم عرفة، ويوم النحر (عيد الأضحى المبارك) وأيام التشريق، ومن هذه الأحاديث النبوية الشريفة ما رواه الصحابي الجليل أبو بكْرة نفيع بن الحارث الثقفي عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أنه قال من حديث مطول: “…. فإن دماءَكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا…” أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود وأحمد والبيهقي”- صحيح البخاري ج6 ص:83 وصحيح مسلم في القسامة رقم 29 وسنن أبي داود رقم 1905 وسنن أحمد ج4 ص:37 والسنن الكبرى للبيهقي ج5 ص:166.

7- المحور السابع:
وجوب التزام الآداب والأخلاق الحسنة، وصون اللسان من اللغو وفحش الكلام أثناء تأدية مناسك الحج فيقول رسولنا الأكرم محمد –صلى الله عليه وسلم-: “من حجّ هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه” متفق عليه – صحيح البخاري رقم 1521. ولهذا الحديث النبوي الشريف عدة روايات والمعنى واحد.
8- المحور الثامن:
التربية على الاتباع والتأسي في مناسك الحجّ، وعدم الابتداع والغلوّ، ويتضح ذلك من خلال ما يأتي:
أ‌. يقول –صلى الله عليه وسلم- في هذا المجال: “ولتأخذوا عني مناسككم” أخرجه مسلم وأحمد وابن ماجه عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله –رضي الله عنهما- صحيح مسلم رقم 1297 ومسند أحمد رقم 14943 وسنن ابن ماجه رقم 3023.
ب‌. لقد فهم الصحابي الجليل عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- الحكمة من الاتباع والتأسي فقد جاء إلى الحجر الأسود (الأسعد) فقبّله وقال: “إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يقبّلك ما قبّلتك” أخرجه مسلم- صحيح مسلم رقم 1271.
ت‌. يقول- –صلى الله عليه وسلم- في يوم رمي الجمار: “يا أيها الناس ، إياكم والغلوّ في الدين، فإنه أهلك من كان قبلكم الغلوّ في الدين” أخرجه ابن ماجه- سنن ابن ماجه رقم 3029.

9- المحور التاسع:
الحث على التمسك بالقرآن الكريم، وذلك حتى يحمي المسلمون أنفسهم من الضلالة والفرقة فيقول –صلى الله عليه وسلم- في خطبته يوم عرفة: “…. وإني قد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده، إن اعتصمتم به: كتاب الله” أخرجه مسلم وأبو داود- صحيح مسلم رقم 1218 ومختصر صحيح مسلم 707 وسنن أبي داود رقم 1905.
10- المحور العاشر:
تنظيم الحجاج وترتيبهم: لقد حرص رسولنا الأكرم محمد –صلى الله عليه وسلم- على تنظيم الناس في منى ، فقد رتّبهم وأنزل كلاً منهم منزلة كما ورد في حديث عبد الرحمن بن معاذ عن رجل من أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: ” خطب النبي –صلى الله عليه وسلم- بمنى ونزلهم منازلهم فقال: لينزل المهاجرون ها هنا، وأشار إلى ميسرة القبلة، ثم لينزل الناس حولهم” أخرجه أبو داود- سنن أبي داود 1951. وفي رواية أخرى عن عبد الرحمن بن معاذ التيمي: ” ثم أمر المهاجرين فنزلوا في مقدّم المسجد، وأمر الأنصار فنزلوا من وراء المسجد، ثم نزل الناس بعد ذلك” أخرجه أبو داود- سنن أبي داود رقم 1957.

“والله يقول الحق وهو يهدي السبيل” سورة الأحزاب-الآية 4.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.