تحريم نبش المقابر والعمل فيها
30 أغسطس، 2016الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد النبي الأميّ الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: فإن ديننا الإسلامي العظيم يؤكد على إكرام الإنسان وتكريمه، ويحافظ عليه حيّاً وميتاً لقوله سبحانه وتعالى “ولقد كَرمنا بَني آدم.” سورة الإسراء الآية 70. ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإساءة إلى الميت بقوله “كسر عظم الميت ككسره حياً.” رواه أبو داود عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها. حتى شمل النهي الجلوس على القبور بقوله صلى الله عليه وسلم “لإن يجلس أحدكم على جمرة فتحرقَ ثيابه قتخلصَ إلى جلده خير له من أن يجلس على قبر.” رواه مسلم وأحمد عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه. فكيف يكون نبش المقابر والاعتداء على عظام الأموات؟ فالإثم أشد وأشد. فكما أن المقابر لها حرمتها في سائر الأديان فإن المقابر لدى الدين الإسلامي لها حرمتها أيضاً. ولما حصل إعتداءات متكررة على مقابر المسلمين في فلسطين، وكان آخر هذه الإعتداءات، ما تم من جرف مئات المقابر في مقبرة مأمن الله بالقدس والتي تُعد أقدام مقبرة في فلسطين منذ خمسة عشر قرناً، واستمر الدفن فيها حتى عام 1948م… أوكد على ما يأتي:
1. يحرم نبش المقابر والعبث بها، ويحرم كسر عظام الموتى.
2. إن أرض المقبرة هي وقف إسلامي.
3. تزداد حرمتها وقدسيتها بوجود المقابر فيها.
4. لا يجوز لغير المسلمين أن يتصرفوا بأرض المقابر أو الإعتداء عليها. 5. إن المحاكم الشرعية هي صاحبة الإختصاص للنظر في القضايا المتعلقة بالأراضي الوقفية وبالمقابر. 6. يحرم على العمال المسلمين المشاركة في نبش المقابر، كما يحرم العمل في أي مقبرة يتم الإعتداء عليها. وأن ما يأخذونه من الأجور المالية هو من السحت وحرام أكله. وبهذا أفتي والله تعالى أعلم. (صدرت هذه الفتوى بالقدس في 11 محرم 1427هـ وفق 9 شباط (فبراير) 2006م.)