ثواب الذي يشدّ الرحال إلى الأقصى
30 أغسطس، 2016الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد النبي الأميّ الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: فإن رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم قد ربط وجمع بين أكرم بقاع الأرض الا وهي المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى المبارك بقوله “لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى” وفي رواية “والمسجد الأقصى ومسجدي هذا” متفق عليه عن الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. فلا يجوز السفر والترحال بقصد العبادة إلا إلى هذه الأماكن الثلاث. وقد كرمنا الله تبارك وتعالى بأن نكون سدلة وحماة ومرابطين في واحد منها إلا وهو المسجد الأقصى المبارك الذي باركهُ الله وبارك حوله “سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير” سورة الإسراء الآية 1. وأن سلفنا الصالح منذ عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وحتى الآن قد أقاموا المساجد والمصليات في مدينة القدس دون إشادة المنابر فيها، وذلك للدلالة على أفضلية إقامة صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك الذي هو المسجد الجامع لأهلي المدينة ومن حولها في أيام الجمع. ونُذكْر أهلنا في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس أن يحرصوا كل الحرص على الصلاة في المسجد الأقصى المبارك وعلى إعمار مدينة القدس خلال أيام الأسبوع وفي جميع الصلاوات وليس أيام الجمع فقط إلا لأصحاب الأعذار والمسنين. “إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقامَ الصلاة وآتي الزكاة ولم يخشَ إلا الله فعسى اولئك ان يكونوا من المهتدين” سورة التوبة (براءة) الآية 18. وعلى الشباب أن يصلوا الجمعة في الموقع الذي يمنعون فيه من الوصول إلى المسجد الأقصى حالة منعهم ولهم كامل ثواب الجمعة إن شاء الله. وبهذا أفتي، والله تعالى أعلم. ونُحمل سلطات الإحتلال مسؤولية منع الشباب من الوصول إلى مدينة القدس بفرض الحصارات والحواجز الظالمة غير الإنسانية والتي تتعارض مع أوامر الله سبحانه وتعالى. فيقول الله عز وجل “ومَنْ أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها إسمه وسعى في خرابها، أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين، لهم في الدنيا خزيٌ ولهم في الآخرة عذاب عظيم.” سورة البقرة الآية 114. والله يقول الحق وهو يهدي السبيل (صدرت الفتوى بالقدس في 27 من ذي الحجة 1429هـ وفق 25 كانون الأول (ديسمبر) 2008م.)