التبرع بالدم واجب شرعي
30 أغسطس، 2016الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد النبي الأميّ الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: لما تعاني المستشفيات والمراكز الصحية في بلادنا من نقص في وحدات الدم، وخاصة من فصائل الدم النادرة، ولعدم تمكن أهالي المريض من الوصول إلى هذه المستشفيات للتبرع بالدم بسبب الحواجز العسكرية الظالمة، ونتيجة للحصار المضروب والمفروض على الشعب الفلسطيني، أجيب بما يأتي:
أ. يتوجب شرعاً على كل شاب صحيح الجسم سليم تنطبق عليه الشروط الطبية المعتمدة أن يتبرع بالدم في أقرب مستشفى أو مركز صحي لمكان إقامته أو عمله، ففي ذلك تتحقق ثلاث خصال:
1. إنقاذ حياة المريض أو إسعافه في الحالات الطارئة والحرجة فيقول رسولنا الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم من حديث شريف مطول “مَنْ نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة.” رواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه. ويقول عليه الصلاة والسلام في حديث شريف آخر “المؤمنون تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على مَن سواهم” أخرجه أحمد وأبوداود والنسائي والبيهقي والدارقطني والحاكم عن الصحابي الجليل الإمام علي كرم الله وجهه ورضي الله عنه.
2. الثواب الأخروي للمتبرع، ونيل رضا الله عز وجل.
3. الفائدة الصحية للمتبرع من تجديد لكريات الدم. ويستحب للمتبرع أثناء سحب الدم أن يقرأ ما تيسر من آيات القرآن الكريم.
ب. كما يتوجب على إدارة المستشفيات والمراكز الصحية التي تعاني من نقص في وحدات الدم الاعلان عن حاجاتها إلى وحدات الدم مع الإشارة إلى عنوانها للتسهيل على المتبرعين التعرف والوصول إليها. وبهذا أفتي، والله تعالى أعلم. (صدرت الفتوى بالقدس في 8 جمادى الآخرة 1429هـ وفق 12 حزيران (يونيو) 2008م.)