الدكتور الشيخ عكرمة صبري يؤكد على رفض محاولات إلغاء حق عودة اللآجئين وتدويل وتهويد مدينة القدس
5 يونيو، 2009القدس / دعا سماحة الشيخ الدكتور عكرمة سعيد صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى المبارك الى وحدة الصف لتجنيب الشعب الفلسطيني المزيد من الويلات خاصة في الوقت الذي أعلنت فيه عدة طروحات تتعلق بالقضايا الجوهرية تحت ذريعة ما يسمى بإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي وإحلال السلام .
وقال الشيخ صبري خلال خطبة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك إن أولى هذه الطروحات المضللة إسقاط حق عودة اللآجئين إلى ديارهم وبيوتهم عن طريق توطين قسم منهم في مناطق الضفة الغربية وتسكين الباقي في البلاد التي لجأوا إليها إبان نكبة حرب عام 1948م .
وأوضح الدكتور صبري أن السلطات الإسرائيلية تلح بإستمرار لإنهاء قضية اللآجئين الذين زاد عددهم عن سبعة ملايين لاجئ وهم في تزايد متواصل ومشكلتهم تمثل شوكة في حلق المحتلين .
وأكد الشيخ عكرمة على أنه لا حل لمشكلة اللآجئين إلا بعودتهم إلى ديار آبائهم وأجدادهم ، فهو حق شرعي إستناداً إلى الميراث المفصل في القرآن الكريم وإلى أن فلسطين هي أرض وقفية وخراجية .
وأشار الدكتور عكرمة إلى الفتوى الشرعية التي أصدرها مؤخراً بخصوص حق عودة كافة اللآجئين الفلسطينيين في الشتات إلى بلادهم وديارهم بدون أية شروط أو مساومة عليها .
وأعرب الشيخ صبري عن تفاؤله وإستبشاره بأهل فلسطين في المهجر ومعهم العرب والمسلمون الذين يقيمون الإحتفالات والمهرجانات في دول أوروبا وكندا وأمريكا للتأكيد على عودة اللآجئين ولتوعية الأجيال الصاعدة من المهجرين بهذا الحق الشرعي الذي لن يضيع بمرور الزمن .
وإعتبر الدكتور صبري الطرح الآخر بشأن تدويل البلدة القديمة من مدينة القدس أي أن توضع تحت الإشراف الدولي بأنه مشروع مختزن أصلاً لدى أحلام الفرنجة الصليبيين الذين يسعون إلى العودة لحكم مدينة القدس .
وبارك السيخ عكرمة موقف أهل فلسطين والعرب جميعاً حينما رفضوا تدويل القدس منذ عام 1947م الذي تضمنه قرار التقسيم ، وأن السبب الرئيسي في هذا الرفض هو مدينة القدس .
وأدان الدكتور عكرمة قرار الحكومة الإسرائيلية بتكريس يهودية الدولة ، وأن هذا الإدعاء باطل وتطهير عرقي ويتعارض مع الأعراف والمواثيق الدولية .
وأعلن الشيخ صبري الرفض القاطع لتدويل أو تهويد مدينة القدس ، كونها إسلامية بقرار رب العالمين من سبع سماوات عندما حدثت معجزة الإسراء والعروج وقد وطأت قدما سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام الشريفتان هذه المدينة وأمّ الصلاة بالأنبياء والمرسلين في رحاب المسجد الأقصى المبارك ، وبعد ذلك تسلم الخليفة الراشدي الثاني أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه مفاتيح بيت المقدس من بطريرك الروم “صفرونيوس” في عام 15 هجري الموافق 636 ميلادي ودخلها مشياً على الأقدام سلماً ومنح أهل إيلياء الأمن والأمان من خلال العهدة العمرية
الشهيرة التي رسخت العلاقات الإسلامية والمسيحية على أساس المحبة والتسامح والإحترام وأصبح المسلمون يؤدون صلواتهم في المسجد الأقصى بدون نزاع عليه ، ثم جاء القائد المسلم السلطان صلاح الدين الأيوبي ليحرر مدينة القدس من أيدي الفرنجة في عام 583 هجري الموافق 1187 ميلادي وقام بتطهير المسجد الأقصى والصخرة المشرفة من الأقذار والمنكرات كما أمر بكساء قبة المسجد الأقصى بالفسيفساء وإحضار منبر من حلب كان السلطان نور الدين محمود قد أمر بصنعه من الخشب المرصع بالعاج والأبنوس لينصب في المسجد الأقصى المبارك ، وبناء على ما تقدم فلا تنازل عن إسلامية وعروبة مدينة القدس ولا مجال لتقسيمها مهما كانت الظروف والأحوال .