حديث الجمعة الديني : الاسلام ويوم الاسرة العالمي
2 أكتوبر، 2016تحتفل دول العالم في الخامس عشر من شهر أيار «مايو » سنويا من كل عام بيوم الأسرة العالمي حيث تقيم المؤتمرات وتعقد الندوات وتلقي المحاضرات،
وتنظّم الفعاليات لترسيخ وتركيز دور الاسرة في المجتمعات الانسانية وتعزيز بناء الاجيال سلميا، وكذلك لرفع مستوى الاسرة وحمايتها من المشكلات التي تؤدي الى انحلالها او تفككها مثل: الطلاق والفقر والبطالة والمخدرات وغيرها. هذا ويعود الاحتفال بيوم الاسرة العالمي الى القرار الذي اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1993 باعتبار الخامس عشر من شهر أيار «مايو » يوما عالميا للأسرة. ويتضمن هذا القرار حث الدول والمؤسسات الرسمية والأهلية والشعبية للعمل على رفع مستوى الاسرة بما يتلاءم مع الأهداف التنموية مما يكفل لها التماسك والترابط. ويمكن القول: ان يوم الأسرة يمثّل الوعاء الشامل للمناسبات الأخرى وهي «يوم المرأة العالمي في 8/ 3، ويوم الأم العالمي في 21 / 3، ويوم الأب العالمي في 21 / 6، ويوم الطفل العالمي في 20 / 11 من كل عام. الزواج فطرة انسانية لقد خلق الله عزوجل الانسان ومع غرائز متعددة، منها: غريزة الجنس، وغريزة حب النوع الانساني، وغريزة حب البقاء وهذه الغرائز من اكبر العوامل التي تؤدي الى الاتصال بين الرجل والمرأة، وذلك من خلال الزواج وتكوين الاسرة وانجاب الاولاد: ذكورا واناثا، والمعلوم ان اول اتصال عرف بين الرجل والمرأة في الكرة الأرضية هو اتصال آدم ابي البشر عليه السلام بحواء، بعد ان هبطا من السماء الى الارض، وكان هذا الاتصال بطبيعة الحال زواجا مشروعا شرعه الله عزوجل، فكان نتيجة ذلك عمارة الأرض بالتناسل والانجاب فيقول الله رب العالمين «يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالا كثيرا ونساء… » سورة النساء الاية 1. ثم تتابعت الاجيال تلو الأجيال، وتوارد الانبياء والمرسلون وتنوعت الشرائع، وكان للزواج في كل شريعة نظام متبع، وكان ديننا الاسلامي العظيم شاملا لجميع الرسالات السماوية فهو آخرها، وان سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم هو خاتم الانبياء والمرسلين. الحكمة من مشروعة الزواج جاء الاسلام قبل خمسة عشر قرنا ووضع نظاما دقيقا للزواج، نظاما مواكبا للفطرة الانسانية، وما من شك ان الزواج له عدة حكم من مشروعيته وذلك لتحقيق مصالح متعددة للعبادة: لقد شرع الله الزواج لمصلحة ا لفرد، وشرعه لمصلحة الاسرة، ولمصلحة الامة، ثم لمصلحة النوع الانساني كله. اولا: مصلحة الفرد، ان كلا من الرجل والمرأة فيه من الغريزة الجنسية ما يدفعه للاتصال بالآخر، ولو ان الرجل عزوجل اباح للرجل والمرأة ان يجتمعا لمجرد إشباع الرغبة وقضاء الشهوة الجنسية، دون حدود ولا قيود، لكان من وراء ذلك الفوضى الشاملة والمفاسد المهلكة المدمرة والإباحية الفاضحة، فلا بد اذا من ضبط الام