حديث الجمعة الديني : العلم طريق الايمان – الحلقة الثانية
2 أكتوبر، 2016لقد قرر العلم الحديث ان الكون كان وحدة واحدة مكون من «الغاز » ثم انقسم الكون
الى سدائم،
وعالمنا الشمسي كان نتيجة لهذه الانقسامات، وان الارض كانت جزءا من هذه
السموات، ثم انفصلت الارض عنها، وقد اشار القرآن الكريم الى ذلك قبل خمسة عشر قرنا
فيقول الله سبحانه وتعالى «او لم ير الذين كفروا ان السموات والارض كانت رتقا ففتقناهما »
سورة النساء الاية ٣٠ ، ومعنى )كانتا رتقا( اي كانتا ملتحمتين مضمومتين. ومعنى )الفتق(
اي الفصل بين السموات والارض بعد ان كانتا جسما واحدا. والسؤال: من الذي اوجد خاصية
الانقسام بين النجوم السماوية؟ ومن الذي حفظ التوازن والنظام والانتظام فيما بينها؟.
مكونات الكون
يقول علماء الفلك: ان عدد الاجرام السماوية تزيد عن عدد ذرات الرمال الموجودة على
ساحل البحار والمحيطات في الدنيا كلها!! وان هذه الاجرام في حركة مستمرة ومنتظمة،
وان حجم بعضها اكبر من حجم الارض بمليون مرة!! ويستحيل على الانسان ان يطوف بهذا
الكون، لماذا؟ لانه يحتاج الى طائرة تنطلق بسرعة الضوء ) ١٨٦ الف ميل في الثانية( وبهذه
السرعة فانه يحتاج الى مليون و ٣٠٠ سنة!!.
ويقدر العلماء بان عدد النجوم في الكون هو ) ٥٠٠ ( مليون مليون مليون نجم، وان كلها
في حركة مستمرة وموزعة توزيعا منتظما في هذا الكون الرحيب الواسع وفق قانون معلوم
لا تضارب فيما بين النجوم. هذا وقد طلب القرآن الكريم من اصحاب العقول ان يتفكروا
في مكونات الكون، وذلك في عشرات الايات الكريمة فيقول الله عز وجل «ان في خلق
السموات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولى الالباب » سورة ال عمران الاية ١٩٠ .
ويقول سبحانه وتعالى «سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق »
سورة فصلت الاية ٥٣ .
فهل فكر الانسان في الكون الذي يعيش فيه، وهل سأل نفسه كيف تسير هذه البلايين
من النجوم بنظام ثابت وقانون معلوم؟ ومن الذي اوجد في الكون ضبط الحركة والسرعة
والمسافة والزمن والجاذبية؟
الشمس والقمر والارض
نحن كبشر مرتبطون بثلاثة اجرام في هذا الكون ارتباطا مباشرا، الشمس والقمر والارض.
فماذا نشاهد وماذا نعرف؟ قال العلماء: ان الشمس تبعد عن الارض ب) ٩٣ ( مليون ميل اي
ابعد ) ٤٠٠ ( مرة من القمر، والشمس كوكب متحرك يدور حول نفسه بسرعة ) ١٩ ( كيلومتر
في الثانية، وهي عبارة عن كرة هائلة من النار يمكنها ان تحرق الارض لو اقتربت منها مسافة
معينة، ويمكنها بالمقابل ان تجمد ما في الارض لو ابتعدت عنها مسافة معينة. والسؤال: من
الذي يمسك الشمس وهي معلقة في الفضاء؟ ومن الذي يضبطها بنظام ثابت؟ هذه لمحة
سريعة عن الشمس، اما عن الارض التي نعيش فيها فهي تمثل معجزة اخرى حيث انها معلقة
في الفضاء واثبت علماء الفلك خلال السنوات الاخيرة بان شكلها بيضوي وليس كروي،
وذلك عندما خرج الانسان من الارض واستطاع ان يلتقط لها صورا من خارجها، وقد اشار
القرآن الكريم الى شكل الارض قبل خمسة عشر قرنا فيقول الله سبحانه وتعالى «الارض
بعد ذلك دحاها » سورة النازعات الاية ٣٠ .
والدحية في اللغة العربية: البيضة. كما اثبت علماء الفلك ايضا ان الارض منبعجة
عند القطبين الشمالي والجنوبي، اي ليست مدببة الطرفين، وقد اشار القرآن الكريم الى
ذلك فيقول الله عز وجل «اولم يروا انا نأتي الارض ننقصها من اطرافها.. » سورة الرعد الاية
٤١ ، وفي نهاية اية كريمة اخرى يقول سبحانه وتعالى «افلا يرون انا نأتي الارض ننقصها من
اطرافها، افهم الغالبون ». سورة الانبياء الاية ٤٤ . كما ان الارض متحركة فهي تدور حول نفسها
فيتعاقب الليل والنهار، وتدور ايضا حول الشمس فتأتي الفصول الاربعة )الشتاء والربيع
والصيف والخريف(، وقد اشار القرآن الكريم الى الحركتين للارض بقوله سبحانه وتعالى
“وجعلنا في الارض رواسي ان تميد بهم وجعلنا فيها فجاجا سبلا لعلهم يهتدون. وجعلنا
السماء سقفا محفوظا”، وهم عن آياتها معرضون. وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس
والقمر، كل في فلك يسبحون”. سورة الانبياء ٣١ – ٣٣ . ويقول عز وجل “وت