حديث الجمعة الديني : التجديد والتحديث في الاسلام – الحلقة الخامسة
2 أكتوبر، 2016العلوم التطبيقية والتحديث
من هذا المبدأ انطلق المسلمون في دراسة العلوم بمختلف فروعها،
فقدموا للانسانية الكثير من
الابحاث والمكتشفات والمخترعات في مجال الكيمياء والاحياء والطب والصيدلة والفلك والجغرافيا
والرياضيات وبخاصة في العصر العباسي حتى ان العالم الذي يؤلف كتابا او يترجم كتابا من لغات
اخرى الى العربية كان هذا العالم يأخذ الكتاب ذهبا. واصبح العلماء المسلمون اساتذة العالم، وقتئذ
وبرز منهم: ابن سينا والفارابي والكندي والرازي والبيروني وابن الهيثم وعباس بن فرناس والادريسي
وابن خلدون وجابر بن حيان والخوارزمي وغيرهم.
وكانت الجامعات الاسلامية في قرطبة في القيروان والفسطاط والقاهرة وفي دمشق وحلب وبغداد
والكوفة والبصرة، وفي بخارى وخوارزم وقزوين وغيرها، تعج بالاساتذة والطلاب من كل مكان، وتنشر
العلم والثقافة، في كل ناحية، وتقوم على حرية البحث والفكر وال
يتوهم البعض بأن العلوم التطبيقية والتكنولوجيا الحديثة تدعو للالحاد وعدم الايمان، ويظنون
بأن لا لقاء بين العلم والايمان، وهذه العقدة مستوردة من
اوروبا التي شهدت صراعا مريرا في القرون
الوسطى بين رجال الكنيسة ورواد الفكر الاصلاحي، وقتئذ ولا علاقة للاسلام بهذا الصراع، وليس
المسلمون طرفا فيه. فديننا الاسلامي العظيم لا يعادي العلم، ولا يقف في وجه العلماء ولا يصدر
بحقهم صكوك حرمان بل يدعو للعلم ويشجع العلماء على مختلف تخصصاتهم ويكرمهم ماديا
ومعنويا، ويعد تحصيل العلوم فرض كفاية، فاذا لم تقم بها الامة فهي آثمة ومسؤولة امام الله عز
وجل على تقصيرها.