عِكرمة صبري

آداب الذبح الإسلامي
يمكن مراعاة ما يأتي حين الذبح على الطريقة الإسلامية:
1- أن تكون الشفرة (السكين) حادة ليسهل قطع الأوداج بسرعة، ويكره أن تكون السكين مثلمة (كآلة) حتى لا تتأذى الذبيحة. لقول رسولنا الأكرم محمد –صلى الله عليه وسلم-: “إن الله كتب الإحسان على كل شيء: فإذا قتلتم فإحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فإحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته” -أخرجه مسلم وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وغيرهم عن الصحابي الجليل شداد بن أوس –رضي الله عنه-.
2- يكره حد الشفرة على مرأى من الذبيحة بل نخفيها عنها فقد ورد عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر –رضي الله عنهما- قال: “أمر رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أن تحدّ الشفار، وأن توارى عن البهائم”- أخرجه أحمد وابن ماجه والدارقطني والطبراني وابن عدي عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر –رضي الله عنهما- نصب الراية ج4 ص: 188. وروي أن النبي –صلى الله عليه وسلم- رأى رجلاً أضجع شاة وهو يحد شفرته فقال له: ” لقد أردت أن تميتها موتات، هلا حددتها قبل أن تضجعها”- أخرجه الحاكم في المستدرك وقال: حديث صحيح عن شرط البخاري ورواه الطبراني وعبد الرازق عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله. وفي الموطأ للإمام مالك أن رجلاً أحد شفرته ، وقد أخذ شاة ليذبحها فضربه عمر بن الخطاب بالدرة وقال: أتعذب الروح! هلا فعلت هذا قبل أن تأخذها؟!.
3- يستحب أن تسقى الذبيحة بالماء قبل ذبحها.- المنتقى من أحاديث المصطفى-صلى الله عليه وسلم- ص:165 والإعجاز العلمي في التخدير بالذبح ص2.
4- أن تريح الذبيحة وذلك بعدم جرها وصرعها بعنف: “… وليرح ذبيحته”وعليه يكره جر الذبيحة.
5- يكره أن تذبح أمامها ذبيحة أخرى.
6- توجه رأس الذبيحة باتجاه القبلة واستحب ذلك ابن عمر وابن سيرين وعطاء والثوري والشافعي وأصحاب الرأي.
7- يستحب أن نتمهل حين سلخها، وذلك حتى تبرد بعد الذبح.
8- يشترط أن يكون الذابح صاحب أهلية سواء كان رجل أو امرأة.
9- ربط الذبيحة قبل الذبح: الأصل في الطريقة الشرعية للذبح عدم ربط اليدين والرجلين للحيوان قبل ذبحه لأن الرسول –صلى الله عليه وسلم- يقول: “… وليرح ذبيحته”؛ لأن ربط اليدين والرجلين يتنافى مع راحة الذبيحة، وأجاز الفقهاء بالنسبة لنحر الإبل أن تقيد الرجل اليسرى حتى يتمكن الذابح من ذبيحته.
ولكن أرى أن الذابح إذا لم يتمكن من السيطرة على الذبيحة لقوتها أو لحجمها فلا مانع حينئذ من ربط الأيدي والأرجل قبل الذبح شريطة فك الرباط بعد الذبح مباشرة حتى تتحرك الأيدي والأرجل بشكل مريح وسلس وحتى تساعد حركة الأعضاء على ضخ الدم من الذبيحة وقذفه إلى خارجها، والله تعالى أعلم.
الطريقة الغربية للذبح
تقوم الطريقة الغربية في الذبح على تدويخ الحيوان قبل ذبحه بحجة أن الذبح يؤلمه، فيزعمون أن تدويخ الحيوان أو تخديره قبل الذبح يرفع الألم، ولا يدرون بأن التدويخأو التخدير يؤدي إلى ايلام الذبيحة أكثر من إيلام الذبح نفسه ولا بد من الإشارة إلى طرق الصعق والتدويخ المتبعة لدى الغرب حالياً بحق الحيوان قبل ذبحه ، وهي:
1- التدويخ الكهربائي وذلك بتمرير التيار الكهربائي، بقوة معينة، على مخ الحيوان (من الأبقار والأغنام والخنازير) مما يؤدي إلى إضعاف حركة القلب الدافقة للدم، وأن الحيوان يدخل حالة من الإغماء قبل الذبح.
2- التدويخ باستعمال ثاني أكسيد الكربون كمخدر، مما يؤدي إلى اختناق الحيوان لنقص الأكسجين قبل ذبحه، ومن محاذير هذه الطريقة أن صوف الغنم يمتص جزءاً كبيراً من ثاني أكسيد الكربون مما يؤثر على اللحم حيث تقل صلاحيته للحفظ والاستهلاك بالنسبة للإنسان.
3- الصعق بالمسدس : وذلك بتوجيه ضربة قوية بالمسدس إلى جبهة الحيوان مما يؤدي إلى تمزق في نسيج المخ، بحيث يدوخ الحيوان، وقد يؤدي به إلى الموت قبل الذبح! وهذه الطريقة تسبب آلاماً شديدة للحيوان.
4- المغطس الكهربائي: وهذه الطريقة خاصة بالدواجن، إذ تعلق من أرجلها بشريط متحرك بحيث تمرر رؤوس وأعناق الدواجن بحوض الماء المكهرب فيؤدي إلى أن تصعق تم يمرر بها إلى سكين آلي لذبحها، ثم يمرر بها إلى حوض كبير مملوء بالماء المغلي لتسهيل نتف الريش، وهناك عدة ملاحظات على هذه الطريقة:
1- من الدواجن ما لا يصل رأسها إلى الحوض المائي المكهرب فتبقى على قيد الحياة.
2- ومنها على عكس ذلك فإن بعضها يموت قبل الذبح نتيجة الماء المكهرب.
3- من الدواجن لا تصل أعناقها إلى السكين الآلي بسبب صغر حجمها أو قصرها، فمنها لم يذبح وتبقى حية ومنها يقطع الرأس ولا يصل الذبح إلى العنق.
4- تغطّس جميع الدواجن بحوض مملوء بالماء المغلي لنتف ريشها قبل التأكد من موتها بعد الذبح، وهذا تعذيب للدواجن.
هذه فكرة عامة حول الطرق المتبعة لدى الغرب في موضوع الذبح والتي تقوم على فلسفة واحدة حسب زعمهم وهو تدويخ الحيوان قبل ذبحه حتى لا يتألم أثناء ذبحه، وفي الواقع فإن الحيوانات تتألم في هذه الطرق المتبعة قبل ذبحها وأثناء ذبحها أيضا.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
اللهم فقهنا في الدين وعلمنا التأويل وارزقنا اليقين.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.