حديث الجمعة الديني : المرأة والدعوة- الحلقة الثالثة والأخيرة
23 سبتمبر، 2016المحور الرابع: مشاركة المرأة في مقابلة تلفازية
أرى أنه لا مانع شرعاً من مشاركة المرأة في مقابلة تلفزيونية سواء كانت المرأة منقبة الوجه أو غير منقبة الوجه، فأرى أن الوضع سيان، لأن نشر الدعوة وتثقيف الجماهير بشكل عام واجب على المرأة التي تجد في نفسها الكفاءة والقدرة والجدارة في تبليغ الناس الأحكام الشرعية وإشاعة الأخلاق الحميدة والسلوك الحسن والتوجيهات البناءة في المجتمع، واعطاء الصورة الصحيحة الموضوعية المشرقة لديننا الإسلامي العظيم، وأرى أن وجود الفضائيات يعدّ من الوسائل الفعّالة المؤثرة لاستثمارها في نشر الدعوة الإسلامية.
ومثل ذلك فإنه يجوز للمرأة المشاركة في اللقاءات الدعوية العامة في أي مكان عام وفي المؤتمرات والندوات وغيرها.
كما يجوز لها أن تقوم بدور العرافة أو تقديم البرامج ، حتى ولو وُجد شباب يحسنون ذلك الدور، فما دمنا قد أجزنا للمرأة، من حيث المبدأ، المشاركة في مثل هذه النشاطات فلا ضرورة لأن نقدم الشاب على الفتاة، أو نفضله عليها، ولا ننسى أن نسبة المرأة في المجتمع تزيد عن النصف.
المحور الخامس
منع الزوج زوجته من المشاركة
يحق للزوج أن يمنع زوجته من المشاركة في الأنشطة الدعوية، بغض النظر عن سبب المنع، حتى ولو كانت الزوجة غير مقصرة مع زوجها في واجباتها الزوجية لان طاعة الزوج واجبة بعد طاعة الله ورسوله، لقول الرسول الأكرم محمد –صلى الله عليه وسلم-: “إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وأحصنت فرجها وأطاعت بعلها فلتدخل من أي أبواب الجنة شاءت”- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء عن الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه ، يرقى بها إلى درجة الحسن أو الصحيح. (مشكاة المصابيح ج2 ص:203 رقم 3254) . وذلك مادام الزوج لم يأمرها بمعصية لقول رسولنا الأكرم محمد –صلى الله عليه وسلم- “لا طاعة لمخلوق في معصية، إنما الطاعة في المعروف”- متفق عليه عن الصحابي الجليل الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي الله عنه(مشكاة المصابيح ج2 ص:307 رقم 3665). ولقوله أيضاً: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.- حديث صحيح (مشكاة المصابيح ج2 ص: 323 رقم 3696).
ولقوله عليه الصلاة والسلام في حديث نبوي شريف آخر : “لو كنتُ آمر أحداً أن يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها” – رواه الترمذي في سننه عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه، ويقول الألباني: هو حديث صحيح لشواهده (مشكاة المصابيح ج2 ص: 203 رقم 3255).وذلك كناية عن شدة طاعة المرأة لزوجها، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث نبوي شريف آخر: “أيما امرأةٍ ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة” – رواه الترمذي في سننه عن أم المؤمنين السيدة أم سلمة رضي الله عنها (مشكاة المصابيح ج2 ص:203 رقم 3256).
وعليه فإن منع الزوج لا يُعدّ إضراراً بها. في الوقت نفسه لا يحق للزوجة شرعاً أن تطلب الخلع أو التفريق من الزوج لهذا السبب لانها تكون قد خالفت الأحاديث النبوية الشريفة والله تعالى أعلم.
المحور السادس
اقتراح
إقامة جمعيات نسائية للتــثقيف والتوعية
أنصح النساء المسلمات الداعيات والمعلمات في بلاد المهجر إقامة جمعيات نسائية بهدف التثقيف والتوعية للنساء عامة للحاجة الماسة إلى ذلك، من خلال الاتصال المباشر بالنساء في بيوتهن أو دعوتهن إلى مقر الجمعية لتعليمهن الأحكام الشرعية الأساسية والآداب الإسلامية والإهتمام باللغة العربية (التي هي لغة القرآن الكريم) ويمكن لهذه الجمعيات إصدار نشرات توعوية ومجلات أسبوعية أو شهرية اجتماعية وثقافية باللغة العربية وبلغات أخرى.
وإذا تعذر إقامة جمعيات نسائية متخصصة فيمكن من خلال الجمعيات القائمة تكوين دائرة نسائية ضمن نشاطات الجمعية القائمة والله تعالى أعلم.
وقل رب زدني علماً، والحمد لله على نعمة الإسلام.
“والله يقول الحق وهو يهدي السبيل” سورة الأحزاب-الآية 4.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.