توزيع المكرمات والهبات والتبرعات على أسر الشهداء
30 أغسطس، 2016الجواب: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد النبي الأميّ الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: فيقول الله سبحانه وتعالى “ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات، بل أحياء ولكن لا تشعرون.” سورة البقرة الآية 154. ويقول الله عز وجل أيضاً “ولا تحسبنّ الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتاً، بل أحياء عند ربهم يرزقون.” سورة آل عمران الآية 169. ويقول رسولنا الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم “مَنْ جهّز غازياً في سبيل الله فقد غزا. ومَنْ خَلَف غازياً في أهله فقد غزا.” متفق عليه عن الصحابي الجليل زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه. ومعنى (خلف غازياً في أهلة) أي مَنْ ساعد أهل الغازي في غيبته فله ثواب الغازي.
1. إن انتفاضة الأقصى المباركة دليل على تمسك شعبنا بدينه وبأرضه وبمقدساته، وان دماء الشهداء الزكية التي روت أرض الإسراء والمعراج لدليل قوي وأكيد على حب امتنا لهذه الأرض المقدسة المباركة فالارتباط بها هو ارتباط عقيدي ايماني.
2. لقد قانت عدة مؤسسات وجمعيات خيرية في الداخل والخارج بعمل مشكور. ونسأل الله عز وجل ان يكون هذا العمل مأجوراً –حيث قدمت المكرمات والهبات والتبرعات للجرحى ولأسر الشهداء مما كان له أصيب الأثر في نفوسنا الشعب الفلسطيني.
3. وعليه فإننا نأمل من هذه المؤسسات والجمعيات أن تأخذ بعين الاعتبار نظام المواريث في الشريعة الإسلامية حينما يتم توزيع المكرمات والهبات والتبرعات على أسر الشهداء، وفق وثيقة حصر الارث التي تصدرها المحكمة الشرعية وذلك منعاً لأي خلاف يمكن أن يقع بين ورثة الشهيد.
4. أما إذا كان للشهيد راتبٌ شهريٌ تقاعديٌ فالأمر يعود إلى النظام التقاعدي المعمول به لدى الحكومات والمؤسسات. نسأل الله رب العالمين الرحمة لشهدائنا، والشفاء لجرحانا، والتحرير لأوطانا، والمحافظة على أقصانا ومقدساتنا، والثبات على أرضنا. وبهذا أفتي، والله تعالى أعلم. (صدرت هذه الفتوى بالقدس في 27 شوال 1421هـ وفق 22 كانون الثاني 2001م.)